حقق فريق العناية المركزة لحديثي الولادة في مستشفى المواساة – الدمام إنجازًا طبيًا استثنائيًا بعد التعامل مع حالة نادرة ومعقدة لمولود تم تشخيصه قبل الولادة بوجود كتلة بطنية كبيرة. تمت إدارة الحالة تحت إشراف د. وئام الصيداوي – استشارية حديثي الولادة، وبالتنسيق الكامل بين فرق حديثي الولادة، وجراحة الأطفال، والنساء والولادة لوضع خطة دقيقة والتواصل المستمر مع العائلة.
التشخيص قبل الولادة والتحديات بعد الولادة
أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الجنيني وجود كتلة ضخمة في الجهة اليمنى من البطن، مع الحاجة لتقييم شامل بعد الولادة لاستبعاد أي تشوهات مرافقة. وبعد الولادة مباشرة، عانى الطفل من ضيق تنفس شديد وانتفاخ واضح في البطن وعدم القدرة على الرضاعة أو الاستغناء عن الأكسجين.
الفحوصات المتقدمة
أجريت فحوصات بالموجات فوق الصوتية أظهرت وجود موه كلوي ثنائي بشكل أكبر في الجهة اليمنى، بينما ساعد فحص VCUG تحت إشراف د. محمد الجالولي – استشاري جراحة الأطفال في استبعاد انسداد الصمام الخلفي للإحليل. وكانت وظائف الكلى والبول ضمن الحدود الطبيعية.
أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي وجود كلية متعددة الأكياس (Multicystic Dysplastic Kidney) في الجهة اليمنى بحجم غير اعتيادي بلغ 11 سم، إضافة إلى كيس آخر في الجهة اليسرى بحجم 4.5 سم. هذا الحجم الضخم يُعد حالة نادرة قد تستدعي في كثير من الحالات التدخل الجراحي لاستئصال الكلية بالكامل بسبب تأثيرها على الأعضاء المجاورة.
التدخل الطبي الدقيق
بعد مناقشة الخطة العلاجية بين فريق متعدد التخصصات واستشارة العائلة، تقرر إجراء تفريغ للكيس تحت إرشاد الأشعة الصوتية (Ultrasound-Guided Drainage) تحت التخدير العام، مع الاستعداد لوضع أنبوب Nephrostomy عند الحاجة.
تم تنفيذ الإجراء بنجاح على يد د. أحمد طاهر – استشاري الأشعة التداخلية، حيث تم تخفيف الضغط داخل البطن بشكل فوري، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في حالة الطفل واستقرار علاماته الحيوية، دون الحاجة لاستئصال الكلية في هذه المرحلة.
يعكس هذا النجاح أهمية التشخيص المبكر، التعاون بين التخصصات الطبية، والتدخل الدقيق والسريع لإنقاذ حياة المواليد ذوي الحالات الحرجة. كما يؤكد على مستوى الرعاية المتطور والكفاءة العالية التي يتميز بها فريق مستشفى المواساة الدمام وفق أعلى المعايير العالمية.